ارشاد العقول إلى مختصر سيرة الرسول - ماذا تعرف عن محمد صلى الله عليه وسلم ؟ اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم

 


ارشاد العقول إلى مختصر سيرة الرسول

صلى الله عليه وسلم 

مقدمة  

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله  محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين والمبعوث رحمة للعالمين  صاحب الخلق العظيم والذي  قال فيه الله سبحانه وتعالى " وإنك لعلى خلق عظيم " فاللهم صل عليه وعلى آله وصحبه وسلم . وبعد

أخي المسلم : إن من خير ما بذلت فيه الأوقات، و شغلت به الساعات هو دراسة السيرة النبوية العطرة، والأيام المحمدية الخالدة، فهي تجعل المسلم كأنه يعيش تلك الأحداث العظام التي مرت بالمسلمين، وربما تخيل أنه واحد من هؤلاء الكرام البررة التي قامت على عواتقهم صروح المجد ونخوة البطولة.

وفي السيرة يتعرف المسلم على جوانب متعددة من شخصية النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ، وأسلوبه في حياته ومعيشته، ودعوته في السلم والحرب.

وفيها أيضاً: يتلمس المسلم نقاط الضعف والقوة؛ وأسباب النصر والهزيمة، وكيفية التعامل مع الأحداث وإن عظمت.

إن هذا البحث  هو عرض يسير  لمختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأهم الأحداث من ميلاده  إلى وفاته صلى الله عليه وسلم وقد  تم جمع الثلاثة أجزاء التي تم نشرها تباعا في بحث واحد تيسيرا على القارئ الكريم . وهذا غيض من فيض من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أراد الاستزادة فكتب السيرة النبوية والمواقع الإلكترونية الموثوقة غنية بتفاصيل سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم . ونسعد بأي تعليق من القارئ الكريم .

نسبه صلى الله عليه وسلم

هو  محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه صلى الله عليه وسلم  بين العلماء  واتفق العلماء  أيضاً أن عدنان هو من ولد إسماعيل عليه السلام.

أمه صلى الله عليه وسلم

وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم هي آمنة بنت وهب بن عبد المطلب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب

أسماؤه صلى الله عليه وسلم

للنبي صلى الله عليه وسلم أسماء كثيرة كما جاء في الحديث الشريف :

عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( إن لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميَّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد )  (متفق عليه).

 وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال:  أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة  [ رواه مسلم].

كنيته صلى الله عليه وسلم

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى بأبو القاسم  ، وكناه جبريل عليه السلام : أبا إبراهيم

طهارة نسبه صلى الله عليه وسلم

  ولد رسول الله  صلى الله عليه وسلم من نكاح صحيح  ولم يولد من سفاح فأبوه عبد الله تزوج أمه آمنة بنت وهب ، فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم "

                                                                 [ رواه مسلم ]

 وعندما  سأل هرقل أبا سفيان عن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " هو فينا ذو نسب، فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها " [ رواه البخاري].

ولادته صلى الله عليه وسلم

كان مولده  صلى الله عليه وسلم في  يوم الاثنين في شهر ربيع الأول،  وقيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.

قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب.

وفي حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت، انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام } [ رواه أحمد والطبراني].

 وليس معنى هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول ما خلق الله سبحانه وتعالى كما يظن بعض الناس   ولكن معناه  هو  أنه صلى الله عليه وسلم كتب عند الله  خاتم النبيين وآدم بين الروح والجسد كما جاء في أحاديث أخرى . فقد جاء في الحديث الصحيح : " إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ. قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شيء حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ. ( رواه أبو داوود ) ومما كتبه القلم هو أن محمد صلى الله عليه وسلم  هو خاتم النبيين  .  فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو أفضل الخلق لا أول الخلق  .

 ( تنويه هام :  في مسألة  أول ما خلق الله سبحانه وتعالى تفصيل فهل هو العرش أو الماء أو القلم ؟ فليراجع من يريد المزيد الأحاديث الوارده وما قاله أهل العلم في هذه المسألة  ) 

وتوفي أبوه  صلى الله عليه وسلم وهو حَمْل في بطن أمه، وهذ هو المشهور .

رضاعته صلى الله عليه وسلم

أرضعته ثويبة مولاة عمه أبي لهب أياماً،   ثم أرضعته حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين، وحدثت له حادثة شق الصدر هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه السيدة آمنه إثر ذلك.

ثم ماتت أمه  السيدة آمنة بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وكان عمره  ست سنين.

ويذكر أهل السير أنه  لما مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء أثناء  ذاهبه إلى مكة عام الفتح، استأذن ربّه في زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال: "  زوروا القبور فإنها تذكر بالموت "  [ رواه مسلم].

 وبعد وفاة أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته قد  ورثها من أبيه، وكفله جده عبد المطلب.

 وقد مات جده عبد المطلب  وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم  ثماني سنين .

 وأوصى به إلى عمه أبي طالب  الذي كفله، وحاطه ونصره وآزره حين بعثه الله  مع أنه كان مستمراً على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك.

حماية  الله تعالى له صلى الله عليه وسلم من دنس الجاهلية

 لقد صانه الله سبحانه وتعالى وحماه من صغره، وطهره من دنس الجاهلية ومنحه كل خُلقٍ جميل، وكان صلى الله عليه وسلم يعرف بالصادق  الأمين، لما شاهدوه من طهارته وصدقه  وأمانته، ويذكر أنه لما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة وكان عمره صلى الله عليه وسلم خمس  وثلاثين  سنة   فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضعه ، فاتفقوا أن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به، فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب، ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه صلى الله عليه وسلم .

وصف النبي  صلى الله عليه وسلم

جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك في وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال  "كان ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم، ليس بجعد قطط.. "

 و عن البراء : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا ليس بالطويل البائن ولا بالقصير
وعن الحسن : كان  صلى الله عليه وسلم  أحسن الناس, ربعة إلى الطول ما هو بعيد ما بين المنكبين, أسيل الخدين, شديد سواد الشعر, أكحل العينين, أهدب الأشفار..  (حسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير(

زواجه صلى الله عليه وسلم

تزوج رسول الله السيدة  خديجة رضي الله عنها  وعمره  خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج  إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق والأمانة، فلما رجع أخبر ميسرة  سيدته بما رأى من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم  فرغبت إليه أن يتزوجها.

وماتت السيدة  خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت،  وبعد  موت السيدة  خديجة رضي الله عنها تزوج عليه الصلاة  السلام السيدة  سودة بنت زمعة، ثم تزوج صلى الله عليه وسلم السيدة  عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ولم يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم تزوج  السيدة زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج السيدة  أم سلمة واسمها هند بنت أمية رضي الله عنها، وتزوج السيدة  زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج  السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، ثم تزوج  السيدة أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنت أبي سفيان. وتزوج بعد  فتح خيبرالسيدة صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوج السيدة  ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أولاده وبناته  صلى الله عليه وسلم

كل أولاده صلى الله عليه وسلم من ذكر وأنثى من السيدة  خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس حاكم مصر .

قال النووي: فالبنات أربع بلا خلاف. والبنون ثلاثة على الصحيح.

أولاده صلى الله عليه وسلم

القاسم وبه كان يُكنى، وعاش أياماً يسيرة، والطاهر والطيب. وقيل: ولدت له عبدالله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولد بالمدينة وعاش عامين إلا  شهرين

بناته صلى الله عليه وسلم :

زينب وهي أكبر بناته، وتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع ، ورقية تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنجبت له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأم كلثوم  التي تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد رقية رضي الله عنهن جميعاً.

بعثته  صلى الله عليه وسلم :

 كانت بعثته صلى الله عليه وسلم عندما بلغ  أربعين سنة ، ونزل عليه الملك جبريل عليه السلام  بغار حراء يوم الاثنين 17  رمضان، وكان صلى الله عليه وسلم  إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وعرق جبينه وتغيّر وجهه.

وعندما  نزل عليه الملك قال له : اقرأ.. قال: لست بقارئ، فغطاه الملك حتى بلغ منه الجهد، ثم قال له : اقرأ. فقال: لست بقارئ ثلاثاً. ثم قال : " اقْرأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " (سورة العلق:1-5) . فعاد  رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زوجته السيدة  خديجة رضي الله عنها وهو يرتجف، فأخبرها بما حدث له في غار حراء ، فثبتته وقالت له : أبشر،  والله لا يخزيك أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحملُّ الكَلَّ، وتعين على نوائب الدهر.

ثم فتر الوحي، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يمكث لا يرى شيئاً ولا يأتيه الوحي ، فاغتم لذلك واشتاق إلى نزول الوحي، ثم تبدى له الملك بين السماء والأرض على كرسيّ، وثبته، وبشره بأنه رسول الله حقاً، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف منه وذهب إلى السيدة  خديجة رضي الله عنها  وقال لها : زملوني.. دثروني، فأنزل الله عليه : " يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّر، وَثِيَابَكَ فَطَهِّر" ( سورة المدثر:1-4 ) . فأمره الله تعالى في هذه الآيات أن ينذر قومه، ويدعوهم إلى الله،  فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفور  يدعو إلى الإسلام سرا  الكبير والصغير، والرجال والنساء والحر والعبد  , فاستجاب من كل قبيلة أناس أراد الله تعالى فوزهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، فدخلوا في الإسلام  وآمنوا بالله الواحد الأحد  فأخذهم كفار  مكة بالأذى والسخرية  فصبروا على الأذى ومنهم من قتله كفار مكة وكانت السيدة سمية  بنت خياط ام عمار بن ياسر أول شهيدة في الإسلام ، وصان الله رسوله وحماه بعمه أبي طالب الذي وقف مدافعا وحاميا له من كيد كفار قريش .

قال ابن الجوزي: وبقي ثلاث سنين يتستر بالنبوة، ثم نزل عليه: " فاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر" ( سورة الحجر:9) . فأعلن الدعاء ( الدعوة ) . فلما نزل قوله تعالى: " وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ "  ( سورة الشعراء :214 )، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف ( يا صباحاه! ) فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد! فاجتمعوا إليه فقال: ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا ما جربنا عليك كذباً. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تباً لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزل قوله تعالى: { تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وَتَبْ } إلى آخر السورة.  ( متفق عليه )

صبره صلى الله عليه وسلم على الأذى:                                      

 لقد لقي رسول الله  صلى الله عليه وسلم كثيراً من  الشدائد من قومه  وتحمل الأذى وهو صابر محتسب، وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من الظلم والاضطهاد فخرجوا.

قال ابن إسحاق: "  فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تطمع في حياته " .

 وروى أبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " لما مات أبو طالب تجهَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عم ما أسرع ما وجدت فقدك " .

وفي الصحيحين أيضا : " أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي، وسلا جزورٍ قريب منه، فأخذه عقبة بن أبي معيط، فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجداً، حتى جاءت فاطمة فألقنه عن ظهره، فقال حينئذ:  اللهم عليك بالملأ من قريش " .

 وفي  البخاري:  " أن عقبة بن أبي معيط أخذ يوماً بمنكبه صلى الله عليه وسلم ، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟ "

 رحلته إلى الطائف و رحمته صلى الله عليه وسلم بقومه :

عندما  اشتد الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة  عمه  أبي طالب و وزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ليدعو قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا الرفض  والسخرية والأذى، ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فقرر صلى الله عليه وسلم الرجوع إلى مكة. قال صلى الله عليه وسلم :  (  انطلقت – يعني من الطائف – وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب – ميقات أهل نجد – فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين – جبلان بمكة – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً )  [ متفق عليه ] .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في كل موسم، فيعرض نفسه على القبائل ويقول: ( من يؤويني؟ من ينصرني؟ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي ) .

وقد لقي  رسول الله صلى الله عليه وسلم  عند العقبة في موسم الحج  ستة نفر فدعاهم إلى الإسلام  فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم، حتى  انتشر الإسلام فيهم، ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت سراً، فلما تمت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالاً.

هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة :

لم تكن قريش تعلم أن الله أذن لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالهجرة إلى المدينة، وبينما هم يحيكون مؤامرتهم لقتل النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي - صلى الله عليه وسلم ـ قد غادر بيته في ليلة السابع والعشرين من شهر صفر السنة الرابعة عشر من النبوة ، وأتى إلى بيت أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ في وقت الظهيرة متخفّياً على غير عادته، ليخبره بأمر الخروج والهجرة،  فاستأذن أبو بكر  في صحبته فأذن له، وكان قد جهّز راحلتين استعداداً للهجرة، واستأجر رجلاً مشركاً من بني الديل يُقال له عبد الله بن أُريقط خرّيتا( ماهرا وعارفا بالطريق)، ودفع إليه الراحلتين ليرعاهما، واتفقا على اللقاء في غار ثورٍ بعد ثلاث ليالٍ،  وقامت عائشة وأختها أسماء ـ رضي الله عنهما ـ بتجهيز المتاع والمؤن، وشقّت أسماء نطاقها نصفين لوضع الطعام فيه،  لذلك سمّيت من يومها بذات النطاقين، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -  ابن عمه علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بأن يتخلّف عن الهجرة  ليؤدي عنه ودائع الناس وأماناتهم، وأن يلبس بردته ويبيت في فراشه تلك الليلة التي سيهاجر فيها إلى المدينة  . 

ثم غادر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر ـ رضي الله عنه ـ المنزل  من باب خلفي، ليخرجا من مكة قبل أن يطلع الفجر. ولم يسلك النبي صلى الله عليه وسلم الطريق المعتاد  حتى لايتبعه المشركون ،  وسلك الطريق الواقع جنوب مكة والمتجه نحو اليمن، حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثور فتوجه إلى غار ثور، فأقاما فيه ثلاثاً،  ، وقام كل من عبد الله بن أبي بكر وعامر بن فهيرة وأسماء بنت أبي بكر بدوره  ثم دخل النبي صل الله عليه وسلم المدينة فتلقاه أهلها بالرحب والسعة، فبنى فيها مسجده ومنزله. وأسس صلى الله عليه وسلم في المدينة  دولة اسلامية قائمة على العدل والسلام والمحبة ,وآخى بين المهاجرين والأنصار وعقد المعاهدات مع اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة .

لقد كانت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين  من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة انطلاقة لبناء دولة الإسلام وإعزازاً لدين الله تعالى, وفاتحة خير ونصر وبركة على الإسلام والمسلمين، ولذلك  فإن دروس الهجرة  النبوية الشريفة مستمرة لا تنتهي ولا ينقطع أثرها, وتتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل ( ومن أراد المزيد فليراجع كتب السيرة ) .

غزواته صلى الله عليه وسلم :

بعد أن فرض الله سبحانه القتال على المسلمين وحقهم في الدفاع عن الدين والنفس والتصدي لأعداء الدين الذين يحيكون المؤامرات لمحاربة النبي صلى الله عيه وسلم والمسلمين .

وقد غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعا وعشرين غزاة  قاتل منها في تسع وبعث ستا وخمسين سرية .

فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون، لَيهَلِكُنَّ، فأنزل الله عز وجل: " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا "  ( سورة الحج:39). وهي أول آية نزلت في القتال. وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً وعشرين غزاة، قاتل منها في تسع غزوات هي : بدر، وأحد، والريسيع، والخندق، وقريظة، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف، وبعثَ صلى الله عليه وسلم  ستاً وخمسين سرية .

أخلاقه صلى الله عليه وسلم :

كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأكرمهم عشرة, وألينهم طبعاً , وأصدقهم لهجة،  قال تعالى: "  وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ "  ( سورة القلم :4 ).

  ومن  أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان أعف الناس  , وأشجع الناس وأكثرهم تواضعاً, ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها ، و يقبل الهدية ويكافئ عليها وكان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها . وكان صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز .

ومن أخلاقه أيضا أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه، وكان صلى الله عليه وسلم يأكل ما وجد، ولا يردُّ ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل متكئاً ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في أبياته صلى الله عليه وسلم نار  ( المقصود طهي اللحوم وغير ذلك من أنواع الطعام ) .

وكان صلى الله عليه وسلم يضحك من غير قهقهة و يمزح ولا يقول إلا حقاً .

 وكان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله،وكان يساعدهم  وقال: " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ( رواه الترمذي وصححه الألباني )

قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعلته : لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا فعلت كذا." 

 وكان صلى الله عليه وسلم لطيفا بالخلق كافة المسلم وغير المسلم وفي ذلك يقول الله تعالى " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ  " ( سورة الأنبياء : 107)  وقال الله تعالى أيضا " فبما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ  "   ( سورة آل عمران : 159 )

معجزاته صلى الله عليه وسلم :

 القران الكريم هو أعظم معجزة نزلت على النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب محمد صلى الله عيه وسلم وهو المعجزة الخالدة التي حفظها الله سبحانه وتعالى من التحريف أو التبديل  قال تعالى  " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " ( سورة الحجر: 9 )  وهو المعجزة الخالدة  الذي تحدى به الله الإنس والجن قال تعالى " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِ‍‍هِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " ( سورة الإسراء : 88 ) 

والقران الكريم دليل قاطع على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه رسول أرسله الله سبحانه وتعالى خاتما للأنبياء والمرسلين ليدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويدعوهم إلى دين الإسلام . 

 ومن معجزاته الأخرى صلى الله عليه وسلم  انشقاق القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحنَّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، وأخبر بالغيوب فكانت كما قال صلى الله عليه وسلم .

فضله صلى الله عليه وسلم :

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أعطيت خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس كافة "  (متفق عليه )

. وروى الإمام مسلم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "  أنا أول الناس يشفع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة "

. وروى الإمام مسلم أيضا  من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشقُّ عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفع ".

حج النبي صلى الله عليه وسلم واعتماره :

لم يحج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن هاجر إلى المدينة إلا حجة واحدة، وهي حجة الوداع.

واعتمر صلى الله عليه وسلم أربع مرات  فالأولى عمرة الحديبية التي صدّه المشركون عنها. والثانية عمرة القضاء، والثالثة عمرة الجعرانة، والرابعة عمرته مع حجته.

فعن قتادة أن أنسا رضي الله عنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلا التي مع حجته : عمرة من الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة ، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة ، وعمرة من جعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة . ( رواه البخاري  ومسلم ) .

عبادته ومعيشته صلى الله عليه وسلم :

 قالت عائشة رضي الله عنها: "  كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه، فقيل له في ذلك، فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً  "   ( متفق عليه ) ، وقالت رضي الله عنها :  "وكان مضجعه الذي ينام عليه في الليل من أَدَمَ محشوّاً ليفاً ."

 وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه قال:  لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظلُّ اليوم يَلتَوي ما يجد دِقْلاً يملأ بطنه – والدقل ردئ التمر - ما ضره من الدنيا ما فات وهو سيد الأحياء والأموات،

فالحمد لله الذي جعلنا من أمته، ووفقنا الله لطاعته، وحشرنا على كتابه وسنته وجمعنا معه في الفردوس الأعلى من الجنة .  آمين، آمين.

من أهم الأحداث في  سيرته العطرة  صلى الله عليه وسلم  :

 معجزة الإسراء والمعراج : وكان قبل الهجرة بثلاث سنين وفيه فرضت الصلاة.

 السنة الأولى من الهجرة  : الهجرة - بناء المسجد - الانطلاق نحو تأسيس الدولة - فرض الزكاة.

السنة الثانية : غزوة بدر الكبرى وفيها أعز الله المؤمنين ونصرهم على عدوهم رغم قلة عددهم  وكثرة كفار قريش

السنة الثالثة : غزوة أحد وفيها حدثت الهزيمة بسبب مخالفة تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم ونظر الجنود ( الرماة ) إلى الغنائم وتركوا الجبل الذي امرهم الرسول ألا يتركوه مهما حدث .

السنة الرابعة : غزوة بني النضير وفيها أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير عن المدينة لأنهم نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين.

السنة الخامسة : غزوة بني المصطلق وغزوة الأحزاب وغزوة بني قريظة.

السنة السادسة : صلح الحديبية، وفي هذه السنة حُرّمت الخمر تحريماً قاطعاً. وأثناء هدنة الحديبية قام  الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسال الرسائل إلى الملوك والأمراء  يدعوهم إلى الإسلام . و كان إرسال الرسل إلى الملوك لدعوتهم للدخول في دين الإسلام في أواخر سنة ست من الهجرة ، وأوائل سنة سبع.  

السنة السابعة : غزوة خيبر، وفي هذه السنة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون مكة واعتمروا، وفيها أيضاً تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة  صفية بنت حُيَيّ بن أخطب رضي الله عنها . ومواصلة الرسائل إلى الملوك والأمراء   .

السنة الثامنة : غزوة مؤتة بين المسلمين والروم، وفتح مكة وغزوة حُنين ضد قبائل هوازن وثقيف.

السنة التاسعة : غزوة تبوك وهي آخر غزواته صلى الله عليه وسلم ، وفي هذه السنة قدمت الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وسمي هذا العام عام الوفود.

السنة العاشرة : حجة الوداع، و حج فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة ألف مسلم.

السنة الحادية عشرة : وفاة رسول الله صلى الله علبه وسلم .

 وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

 كان ذلك اليوم هو  أظلم أيام الدنيا  وكان ذلك في السنة الحادية عشرة في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول مع اختلاف في تحديد هذا اليوم من الشهر. وتوفي صلى الله عليه وسلم وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها أربعون سنة قبل النبوة، وثلاث وعشرون سنة نبياً رسولاً، منها ثلاث عشرة سنة في مكة، وعشر سنين بالمدينة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

قال أنس بن مالك رضي الله عنه :  " ما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يوماً كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. " (رواه الدارمي والبغوي )

  وروى أنس رضي الله عنه : "  بينما هم في صلاة الفجر يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة، فقال أنس وهمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحاً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر . " ( رواه البخاري )

 وبدأ احتضار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسندته السيدة عائشة رضي الله عنها  عائشة وكانت تقول رضي الله عنها: " إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عبد الرحمن -ابن أبي بكر- وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك، فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته. " ( رواه البخاري )

وما أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من السواك حتى رفع يده أو إصبعه وشخص بصره نحو السقف وتحركت شفتاه فأصغت إليه عائشة وهو يقول: مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى. كرر الكلمة الأخيرة ثلاثاً، ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى، إنا لله وإنا إليه راجعون.

وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه : وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه:  " الصلاةَ وما ملكت أيمانكم ، فما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه  ."  (  رواه ابن ماجه )

 ودفن النبي صلى الله عليه وسلم في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها . 

وختاما ..  اللهم صل على سيدنا محمد  وعلى آله وصحبه وسلم وارزقنا شفاعته واسقنا بيده  الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا واحشرنا تحت لوائه  واجمعنا معه في  جنات النعيم .

المصادر :

- موقع صيد الفوائد  

- تهذيب الأسماء واللغات للنووي.

- التبصرة والحدائق لابن الجوزي.

- زاد المعاد لابن القيم.

- السيرة النبوية للذهبي.

- جوامع السيرة النبوية لابن حزم.

- الفصول في سيرة الرسول (ابن كثير).

- صحيح السيرة النبوية، إبراهيم العلي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات