ماذا تعرف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ( مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ) الجزء الأول

 


 

نسبه صلى الله عليه وسلم

هو  محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه صلى الله عليه وسلم  بين العلماء  واتفق العلماء  أيضاً أن عدنان هو من ولد إسماعيل عليه السلام.

أمه صلى الله عليه وسلم

وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم هي آمنة بنت وهب بن عبد المطلب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب

أسماؤه صلى الله عليه وسلم

للنبي صلى الله عليه وسلم أسماء كثيرة كما جاء في الحديث الشريف :

عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( إن لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميَّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد )  (متفق عليه).

 وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال:  أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة  [ رواه مسلم].

كنيته صلى الله عليه وسلم

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى بأبو القاسم  ، وكناه جبريل عليه السلام : أبا إبراهيم

 

طهارة نسبه صلى الله عليه وسلم

  ولد رسول الله  صلى الله عليه وسلم من نكاح صحيح  ولم يولد من سفاح فأبوه عبد الله تزوج أمه آمنة بنت وهب ، فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم "

                                                                 [ رواه مسلم ]

 وعندما  سأل هرقل أبا سفيان عن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " هو فينا ذو نسب، فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها " [ رواه البخاري].

 

ولادته صلى الله عليه وسلم

كان مولده  صلى الله عليه وسلم في  يوم الاثنين في شهر ربيع الأول،  وقيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.

 

قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب.

وفي حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت، انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام } [ رواه أحمد والطبراني].

 وليس معنى هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول ما خلق الله سبحانه وتعالى كما يظن بعض الناس   ولكن معناه  هو  أنه صلى الله عليه وسلم كتب عند الله  خاتم النبيين وآدم بين الروح والجسد كما جاء في أحاديث أخرى . فقد جاء في الحديث الصحيح : " إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ. قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شيء حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ. ( رواه أبو داوود ) ومما كتبه القلم هو أن محمد صلى الله عليه وسلم  هو خاتم النبيين  .  فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو أفضل الخلق لا أول الخلق  .

 ( تنويه هام :  في مسألة  أول ما خلق الله سبحانه وتعالى تفصيل فهل هو العرش أو الماء أو القلم ؟ فليراجع من يريد المزيد الأحاديث الوارده وما قاله أهل العلم في هذه المسألة  ) 

وتوفي أبوه  صلى الله عليه وسلم وهو حَمْل في بطن أمه، وهذ هو المشهور .

رضاعته صلى الله عليه وسلم

أرضعته ثويبة مولاة عمه أبي لهب أياماً،   ثم أرضعته حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين، وحدثت له حادثة شق الصدر هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه السيدة آمنه إثر ذلك.

ثم ماتت أمه  السيدة آمنة بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وكان عمره  ست سنين.

ويذكر أهل السير أنه  لما مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء أثناء  ذاهبه إلى مكة عام الفتح، استأذن ربّه في زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال: "  زوروا القبور فإنها تذكر بالموت "  [ رواه مسلم].

 وبعد وفاة أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته قد  ورثها من أبيه، وكفله جده عبد المطلب.

 وقد مات جده عبد المطلب  وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم  ثماني سنين .

 وأوصى به إلى عمه أبي طالب  الذي كفله، وحاطه ونصره وآزره حين بعثه الله  مع أنه كان مستمراً على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك.

حماية  الله تعالى له صلى الله عليه وسلم من دنس الجاهلية

 لقد صانه الله سبحانه وتعالى وحماه من صغره، وطهره من دنس الجاهلية ومنحه كل خُلقٍ جميل، وكان صلى الله عليه وسلم يعرف بالصادق  الأمين، لما شاهدوه من طهارته وصدقه  وأمانته، ويذكر أنه لما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة وكان عمره صلى الله عليه وسلم خمس  وثلاثين  سنة   فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضعه ، فاتفقوا أن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به، فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب، ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه صلى الله عليه وسلم .

وصف النبي  صلى الله عليه وسلم

جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك في وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال  "كان ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم، ليس بجعد قطط.. "

 و عن البراء : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا ليس بالطويل البائن ولا بالقصير
وعن الحسن : كان  صلى الله عليه وسلم  أحسن الناس, ربعة إلى الطول ما هو بعيد ما بين المنكبين, أسيل الخدين, شديد سواد الشعر, أكحل العينين, أهدب الأشفار..  (حسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير(

زواجه صلى الله عليه وسلم

تزوج رسول الله السيدة  خديجة رضي الله عنها  وعمره  خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج  إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق والأمانة، فلما رجع أخبر ميسرة  سيدته بما رأى من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم  فرغبت إليه أن يتزوجها.

وماتت السيدة  خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت،  وبعد  موت السيدة  خديجة رضي الله عنها تزوج عليه الصلاة  السلام السيدة  سودة بنت زمعة، ثم تزوج صلى الله عليه وسلم السيدة  عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ولم يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم تزوج  السيدة زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج السيدة  أم سلمة واسمها هند بنت أمية رضي الله عنها، وتزوج السيدة  زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج  السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، ثم تزوج  السيدة أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنت أبي سفيان. وتزوج بعد  فتح خيبرالسيدة صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوج السيدة  ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أولاده وبناته  صلى الله عليه وسلم

كل أولاده صلى الله عليه وسلم من ذكر وأنثى من السيدة  خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس حاكم مصر .

قال النووي: فالبنات أربع بلا خلاف. والبنون ثلاثة على الصحيح.

أولاده صلى الله عليه وسلم

القاسم وبه كان يُكنى، وعاش أياماً يسيرة، والطاهر والطيب. وقيل: ولدت له عبدالله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولد بالمدينة وعاش عامين إلا  شهرين

بناته صلى الله عليه وسلم :

زينب وهي أكبر بناته، وتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع ، ورقية تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنجبت له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأم كلثوم  التي تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد رقية رضي الله عنهن جميعاً.

                                                  نتابع سيرته العطرة في الجزء الثاني إن شاء الله

 

 

 

 

تعليقات