ماذا تعرف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم - الجزء الثالث _( مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ) من غزواته إلى وفاته صلى الله عليه وسلم

 

 


الجزء الثالث

غزواته صلى الله عليه وسلم :

بعد أن فرض الله سبحانه القتال على المسلمين وحقهم في الدفاع عن الدين والنفس والتصدي لأعداء الدين الذين يحيكون المؤامرات لمحاربة النبي صلى الله عيه وسلم والمسلمين .

وقد غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعا وعشرين غزاة  قاتل منها في تسع وبعث ستا وخمسين سرية .

فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون، لَيهَلِكُنَّ، فأنزل الله عز وجل: " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا "  ( سورة الحج:39). وهي أول آية نزلت في القتال. وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً وعشرين غزاة، قاتل منها في تسع غزوات هي : بدر، وأحد، والريسيع، والخندق، وقريظة، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف، وبعثَ صلى الله عليه وسلم  ستاً وخمسين سرية .

أخلاقه صلى الله عليه وسلم :

كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأكرمهم عشرة, وألينهم طبعاً , وأصدقهم لهجة،  قال تعالى: "  وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ "  ( سورة القلم :4 ).

  ومن  أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان أعف الناس  , وأشجع الناس وأكثرهم تواضعاً, ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها ، و يقبل الهدية ويكافئ عليها وكان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها . وكان صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز .

ومن أخلاقه أيضا أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه، وكان صلى الله عليه وسلم يأكل ما وجد، ولا يردُّ ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل متكئاً ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في أبياته صلى الله عليه وسلم نار  ( المقصود طهي اللحوم وغير ذلك من أنواع الطعام ) .

وكان صلى الله عليه وسلم يضحك من غير قهقهة و يمزح ولا يقول إلا حقاً .

 وكان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله،وكان يساعدهم  وقال: " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ( رواه الترمذي وصححه الألباني )

قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعلته : لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا فعلت كذا.

 وكان صلى الله عليه وسلم لطيفا بالخلق كافة المسلم وغير المسلم وفي ذلك يقول الله تعالى " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ  " ( سورة الأنبياء : 107)  وقال الله تعالى أيضا " فبما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ  "   ( سورة آل عمران : 159 )

معجزاته صلى الله عليه وسلم :

 القران الكريم هو أعظم معجزة نزلت على النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب محمد صلى الله عيه وسلم وهو المعجزة الخالدة التي حفظها الله سبحانه وتعالى من التحريف أو التبديل  قال تعالى  " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " ( سورة الحجر: 9 )  وهو المعجزة الخالدة  الذي تحدى به الله الإنس والجن قال تعالى " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِ‍‍هِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " ( سورة الإسراء : 88

والقران الكريم دليل قاطع على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه رسول أرسله الله سبحانه وتعالى خاتما للأنبياء والمرسلين ليدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويدعوهم إلى دين الإسلام . 

 ومن معجزاته الأخرى صلى الله عليه وسلم  انشقاق القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحنَّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، وأخبر بالغيوب فكانت كما قال صلى الله عليه وسلم .

فضله صلى الله عليه وسلم :

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أعطيت خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس كافة "  (متفق عليه )

. وروى الإمام مسلم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "  أنا أول الناس يشفع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة "

. وروى الإمام مسلم أيضا  من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشقُّ عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفع ".

حج النبي صلى الله عليه وسلم واعتماره :

لم يحج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن هاجر إلى المدينة إلا حجة واحدة، وهي حجة الوداع.

واعتمر صلى الله عليه وسلم أربع مرات  فالأولى عمرة الحديبية التي صدّه المشركون عنها. والثانية عمرة القضاء، والثالثة عمرة الجعرانة، والرابعة عمرته مع حجته.

فعن قتادة أن أنسا رضي الله عنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلا التي مع حجته : عمرة من الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة ، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة ، وعمرة من جعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة . ( رواه البخاري  ومسلم ) .

عبادته ومعيشته صلى الله عليه وسلم :

 قالت عائشة رضي الله عنها: "  كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه، فقيل له في ذلك، فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً  "   ( متفق عليه ) ، وقالت رضي الله عنها :  "وكان مضجعه الذي ينام عليه في الليل من أَدَمَ محشوّاً ليفاً ."

 وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه قال:  لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظلُّ اليوم يَلتَوي ما يجد دِقْلاً يملأ بطنه – والدقل ردئ التمر - ما ضره من الدنيا ما فات وهو سيد الأحياء والأموات،

فالحمد لله الذي جعلنا من أمته، ووفقنا الله لطاعته، وحشرنا على كتابه وسنته وجمعنا معه في الفردوس الأعلى من الجنة .  آمين، آمين.

 

من أهم الأحداث في  سيرته العطرة  صلى الله عليه وسلم  :

 معجزة الإسراء والمعراج : وكان قبل الهجرة بثلاث سنين وفيه فرضت الصلاة.

 السنة الأولى من الهجرة  : الهجرة - بناء المسجد - الانطلاق نحو تأسيس الدولة - فرض الزكاة.

السنة الثانية : غزوة بدر الكبرى وفيها أعز الله المؤمنين ونصرهم على عدوهم رغم قلة عددهم  وكثرة كفار قريش

السنة الثالثة : غزوة أحد وفيها حدثت الهزيمة بسبب مخالفة تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم ونظر الجنود ( الرماة ) إلى الغنائم وتركوا الجبل الذي امرهم الرسول ألا يتركوه مهما حدث .

السنة الرابعة : غزوة بني النضير وفيها أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير عن المدينة لأنهم نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين.

السنة الخامسة : غزوة بني المصطلق وغزوة الأحزاب وغزوة بني قريظة.

السنة السادسة : صلح الحديبية، وفي هذه السنة حُرّمت الخمر تحريماً قاطعاً. وأثناء هدنة الحديبية قام  الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسال الرسائل إلى الملوك والأمراء  يدعوهم إلى الإسلام . و كان إرسال الرسل إلى الملوك لدعوتهم للدخول في دين الإسلام في أواخر سنة ست من الهجرة ، وأوائل سنة سبع.  

السنة السابعة : غزوة خيبر، وفي هذه السنة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون مكة واعتمروا، وفيها أيضاً تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة  صفية بنت حُيَيّ بن أخطب رضي الله عنها . ومواصلة الرسائل إلى الملوك والأمراء   .

السنة الثامنة : غزوة مؤتة بين المسلمين والروم، وفتح مكة وغزوة حُنين ضد قبائل هوازن وثقيف.

السنة التاسعة : غزوة تبوك وهي آخر غزواته صلى الله عليه وسلم ، وفي هذه السنة قدمت الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وسمي هذا العام عام الوفود.

السنة العاشرة : حجة الوداع، و حج فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة ألف مسلم.

السنة الحادية عشرة : وفاة رسول الله صلى الله علبه وسلم .

 وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

 كان ذلك اليوم هو  أظلم أيام الدنيا  وكان ذلك في السنة الحادية عشرة في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول مع اختلاف في تحديد هذا اليوم من الشهر. وتوفي صلى الله عليه وسلم وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها أربعون سنة قبل النبوة، وثلاث وعشرون سنة نبياً رسولاً، منها ثلاث عشرة سنة في مكة، وعشر سنين بالمدينة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

قال أنس بن مالك رضي الله عنه :  " ما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يوماً كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. " (رواه الدارمي والبغوي )

  وروى أنس رضي الله عنه : "  بينما هم في صلاة الفجر يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة، فقال أنس وهمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحاً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر . " ( رواه البخاري )

 وبدأ احتضار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسندته السيدة عائشة رضي الله عنها  عائشة وكانت تقول رضي الله عنها: " إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عبد الرحمن -ابن أبي بكر- وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك، فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته. " ( رواه البخاري )

وما أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من السواك حتى رفع يده أو إصبعه وشخص بصره نحو السقف وتحركت شفتاه فأصغت إليه عائشة وهو يقول: مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى. كرر الكلمة الأخيرة ثلاثاً، ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى، إنا لله وإنا إليه راجعون.

وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه : وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه:  " الصلاةَ وما ملكت أيمانكم ، فما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه  ."  (  رواه ابن ماجه )

 ودفن النبي صلى الله عليه وسلم في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها . 

وختاما ..  اللهم صل على سيدنا محمد  وعلى آله وصحبه وسلم وارزقنا شفاعته واسقنا بيده  الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا واحشرنا تحت لوائه  واجمعنا معه في  جنات النعيم .

1-    لقراءة الجزء الأول اضغط  هنا

2-    لقراءة  الجزء الثاني اضغط هنا

 

تعليقات